يزداد عجبي من الذين يزايدون على اسم الدولة الحديثة في بلادنا، ويطالبون بتغييره، دون تقديم بديل مقنع؛ حيث لا يوجد، لا في التاريخ ولا في الواقع، اسم محلي متفق عليه تنسحب دلالته على كامل تراب الدولة وعلى مختلف فئاتها، غير موريتانيا.
ما زلت أطالع يوميات السجين المهندس محمدو ولد صلاحي فك الله أسره .
والحقيقة أن محمدو كان حريصا على سرد التفاصيل الدقيقة التي مر بها بدء من الليلة التي اقتيد فيها الى الطائرة المحلقة به نحو المجهول .. وانتهاء بلحظات اليأس والرجاء في الجزيرة الكوبية سيئة الصيت...
بيد أن روعة التفاصيل ودراميتها المؤثرة .. وعزفها على وتر الحزن والفكاهة في احايين مختلفة ..
فِي الواقع لم ينزع موريتاني إلى "التطرف" نتيجة معارف علمية شرعية تلقاها في المحظرة مطلقا، ولم يتعرض أي من الذين سلكوا مسالك التطرف لاغتصاب أو تحرش في محظرة..
أجزم بهذا، وفي اعتقادي لو كان تعرض أي من أؤلئك الشباب لما تعرض له "سليمان" في "المتطرف" لما ظل الأمر سرا حتى يكشفه ذلك العمل السينمائي..
لم يشكل الاغتصاب يوما ظاهرة في المحاظر الموريتانية، ولا تكشف الوقائع المسجلة قضائيا عن وجودٍ يذكرُ له، وهذا مؤشر أساسي..
أعرف أن فضيحة التجسس التي تقوم الدنيا لها و لا تقعد لن تثير ردة فعل مناسبة منا سكان موريتانيا لأن تسجيلات آكرا لم تثر شيئا واعترافات الجنرال بها لم تثر شيئا وفضحية سيارة الأمن الغذائي لم تحرك ساكنا ومليارات ولد بايه والرصاص والنهب والسلب والخراب لم يثر أي شيئ.
بدأت أشك في كوننا أحياءً لأن الأموات وحدهم هم الذين لا يتحركون.
أَذْكُرُ أن ابن بطوطة فيما أملى على ابن جُزي الكلبي، ذكر أنه حضر في تونس جمعا من مجامع الناس، لعله استقبال عالم من العلماء، فأقبل بعض الناس على بعض بالسلام والتحية والحديث والإيناس، وبقي هو وحده بلا مسلم ولا مؤنس، فأخذه من ذلك ضيق شديد لم يملك معه دمعه فبكى بكاء شديدا، قبل أن يتنبه له أحد الحجاج فأتى إليه مسلما ومحدثا ومؤنسا..
التهديد المنسوب لقيادي في جماعة "أنصار الدين" باستهداف موريتانيا.. لم يقنعني على الإطلاق.
ما اعرفه أن إياد أغ غالي مؤسس جماعة أنصار الدين وأميرها، طلب سنة 2012 من قادة الحركات المسلحة المتحالفة معه مثل القاعدة وحركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا التوقف عن استهداف موريتانيا بعمليات تنطلق من أزواد، معللا ذلك بالقول إن ذلك سيعرض اللاجئين الأزواديين في موريتانيا للمضايقة، كما سيجر على المنطقة وسكانها نقمة الموريتانيين.
المؤتمر الصحفي الأسبوعي للحكومة لا أهمية له إذ لا يعطي للمواطن البسيط أية معلومات تهمه ولا يتم فيه التطرق لمشاغل المواطنين وهمومهم ولايستجيب لتطلعاتهم ولايضعهم في صورة ما يجري في بلدهم وإنما هو مناسبة لعرض الأزياء والعنتريات والأرقام المنفوخة.
ومن الأفضل أن تظل صحافة الحقائب والأمن معنية به وحاضرة له فهي تمرر فيه رسائل الحكومة وتلتقى فيه بالوزراء لتبتزهم لا أقل ولا أكثر.
قرأت بعض المناشير تتحدث عن قطع بث بعض القنوات بهدف التضييق على حرية الإعلام وعن استهداف بعضها بسبب برامجها وخطها التحريري، وفي المساء قرأت عن عودة بث هذه القنوات بعد تسوية مالية مع شركة البث التلفزيوني.
فسارعت لذهني أسئلة مسائية لمن تبنوا رؤية التضييق صباحا:
- هل عاد البث بسبب ضغوط سياسية؟ أم بسبب تسوية مالية؟
- هل تطلبت عودة البث تدخلا من السلطات العليا أم اتخذ القرار على مستوى إدارة البث بعد التسوية المالية؟
كان يوما أيوما، تميزت حالته العامة (كما يقول المناخيون) بهبوب رياح (عاصفة جوية) قوية حارة نسبيا محملة بالأتربة، حدَّت كثيرا من الرؤية، وأثارت كثيرا من الغبار، أثر على جهازي التنفسي بشكل ذكرني بأني من أسرة يسري فيها مرض الرَّبْو (الظِّيكْ)، وبلغت درجة الحرارة فيه 42 درجة مئوية..
بعد الرجوع من صلاة العصر، وأنا جالس على كرسي المكتب في البيت أقرأ، شعرت فجأة، وكأن دوخة أو دوارا قد أطبق علي، رجعت إلى الخلف وأغمضت عينيَّ..
الإعلام سلاح، منه الخفيف والمتوسط والثقيل، فشبكات التواصل الاجتماعي سلاح خفيف أصبح في متناول الجميع، والمواقع الإلكترونية سلاح متوسط على اختلاف في القوة وفي التسديد، أما الإذاعات والتلفزيونات وبعض المواقع (Médias de masse) فهي سلاح ثقيل فتاك من التفريط تركه في أيدي الأطفال.