التهديد المنسوب لقيادي في جماعة "أنصار الدين" باستهداف موريتانيا.. لم يقنعني على الإطلاق.
ما اعرفه أن إياد أغ غالي مؤسس جماعة أنصار الدين وأميرها، طلب سنة 2012 من قادة الحركات المسلحة المتحالفة معه مثل القاعدة وحركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا التوقف عن استهداف موريتانيا بعمليات تنطلق من أزواد، معللا ذلك بالقول إن ذلك سيعرض اللاجئين الأزواديين في موريتانيا للمضايقة، كما سيجر على المنطقة وسكانها نقمة الموريتانيين.
وما أعرفه أيضا أن إياد أغ غالي حين أسس جماعة أنصار الدين أعلن أنها حركة جهادية محلية، تسعى لتطبيق الشريعة الإسلامية في مالي، وأنها تحترم الحدود القائمة بين الدول، ولا تمارس أي نشاط خارج حدود الدولة المالية.
وأعرف أيضا أن المكون الرئيسي لجماعة "أنصار الدين" وهم قبائل الأفوغاس من الطوارق، لا يوجد لهم امتداد عرقي أو اجتماعي في موريتانيا يدفعهم للاهتمام بها أو العمل على ساحتها.
وأعرف أن الجماعات الجهادية الأخرى الأكثر رادكالية من "أنصار الدين" توقفت عن استهداف موريتانيا منذ عام 2012، لنفس الأسباب وربما لأسباب أخرى.
وأعرف أيضا أن موريتانيا لم ترسل قوات عسكرية إلى شمال مالي للمشاركة في الحرب ضد أنصار الدين وحلفائها. لذلك لا أقتنع بهذا التصريح، ما لم يقم الدليل على تغير موقف "أنصار الدين" وتبدل إستراتجيتها.