ملاحظات أولية حول مذكرات محمدو ولد صلاحي

سبت, 08/08/2015 - 18:04
د. الشيخ ولد سيدي عبد الله

ما زلت أطالع يوميات السجين المهندس محمدو ولد صلاحي فك الله أسره .

والحقيقة أن محمدو كان حريصا على سرد التفاصيل الدقيقة التي مر بها بدء من الليلة التي اقتيد فيها الى الطائرة المحلقة به نحو المجهول .. وانتهاء بلحظات اليأس والرجاء في الجزيرة الكوبية سيئة الصيت...

بيد أن روعة التفاصيل ودراميتها المؤثرة .. وعزفها على وتر الحزن والفكاهة في احايين مختلفة ..

رغم كل ذلك هناك أسئلة تحاصرني وانا مندمج في الاحداث بخيال سينمائي تارة وطفولي تارة أخرى :هل فعلا وافق محمدو ولد صلاحي على نشر يومياته بهذه الطريقة التي تحوي احيانا بعض الاستعارات والامثلة أستبعد ان يكون قد استخدمها رغم ثقافته العالية ولغاته الحية التي شهد له محاموه ومحررو يومياته باتقانها؟ثم . ما قيمة هذه اليوميات التي كانت في الاصل عبارة عن 466 صفحة كتبها صلاحي بخط يده اي ما يعادل 122000 كلمة .. ما قيمتها اذا كان الامريكيون هم من قام بقراءة المخطوطة واجراء التعديلات عليها وتسليم ما سمحوا به للنشر؟انهى محمدو كتابة مذكراته وهو في سجنه باغوانتانامو يوم 15 ديسمبر 2005 وتسلمها سجانوه أولا ووضعوا أكثر من 2500 خط أسود على بعض التفاصيل والاسماء والتواريخ والمعطيات (وهي خطوط احترمها الناشر وهي ما تشاهدون نموذجا منها على الغلاف) ..

يقول لاري سيمز وهو من حرر الكتاب : ( لم يكن محمدو قادرا على المشاركة او الاستجابة الى اي نوع من هذه الخطوات التي رافقت تحرير كتابه .. مع ذلك كان يحدوه الأمل بأن مخطوطته ستصل أخيرا الى جمهور القراء حيث انها تخاطبهم بصورة مباشرة وعلى نحو خاص القراء الامريكيين، وقد أبدى بوضوح موافقته على شكل هذه الطبعة بعد اجراء تحريرها كما انه عبر بوضوح عن اجراء التحرير حيث تم بطريقة تنقل المحتوى بأمانة وصدق وانه بذلك يحقق ما كانت تطمح إليه النسخة الاصلية وقد ائتمنني على القيام بهذا العمل وهذا ما حاولتُ فعله لتحضير هذه المخطوطة للطبع) .

انا اعرف اكراهات الترجمة واعرف انه اذا كان الكتاب موجها لثقافة معينة فيجب ان يخاطبها بمعجمها وقاموسها و لكنني اتمنى ان اجد من يجيبني على السؤال :هل هذه هي النسخة التي ابدى محمدو قبوله بنشرها، حتى بعد الحذف والشطب؟هل يستشعر قيمة لها أكبر رغم المحو الذي طالها والذي لو جمع في صفحات مستقلة لشكل كتابا آخر؟سيطلق سراح محمدو قريبا ونلتقيه ويخبرنا الحقيقة ... وسأطلب منه إعادة حكاية المبشر الامريكي الذي جاء ليجعل صلاحي يرتد عن الاسلام لصالح المسيحية متخذا من مدح بوش طريقا لذلك .. هي قصة رواها محمدو بتهكم وأنفة وإباء وثبات عقيدة مع دعابة ونكتة لا يجحدهما قارئ ... سنلتقي قريبا ونتحدث ... تلك امنيتي وأمنيتكم ..

الدكتور الشيخ سيدي عبد الله