توجد الآن في صندوق بريد الرئيس عدة رسائل في غاية الأهمية، وقد تكون أيام العطلة التي يقضيها الرئيس في بوادي" تيرس" هي الفترة الأنسب لقراءة هذه الرسائل. المشكلة الكبيرة التي تطرحها هذه الرسائل هي أن كل رسالة منها يمكن أن تقرأ بطريقتين مختلفتين بل ومتناقضتين، وبطبيعة الحال
ليجوب من يشاء البلاد شرقا وغربا وجنوبا و شمالا و في الأعمق، و لتطأ قدماه كل شبر من أرض الوطن العزيز على نفسه ثم ليقلب بصره في كل زوايا مدنه الكبرى فلن تقع عيناه على مصنع و لو كان حجمه ضئيلا و مدركه هزيلا و اهتمامه بتحويل المواد المحلية أو معالجتها قليلا اللهم الذي يلحظ من انتشار
في الواقع ليست هناك ثروة يمكن أن نفخر بها سوى النجاحات الأمنية المبهرة التي حققتها الدولة الموريتانية خلال السنوات الأخيرة بفضل مقاربة أمنية شاملة بسطت ظلالها على الأرض ليستفيء المواطن ظلالها ويشعر بدفئها ، بعد سنوات الخوف والرعب التي زرعها شبح الإرهاب في نفوسنا ، حين ضرب بكل عنف محيطنا الإقليمي، وامتدت يده الملطخة بالدماء لحصد أرواح أبنائنا الشهداء في لمغيطي ،وتورين ، والقلاوية ..
تبدأ معظم دول العالم وشعوبها مع بداية شهر دجمبر من كل عام في الإستعداد لاحتفالات نهاية السنة الجارية وبداية السنة المقبلة وفق التأريخ الميلادي المسيحي المعتمد والمتداول علي نطاق عالمي وهي مناسبة لأخذ العُطَلِ و"تَوْقِيفَاتِ العمل" و تنظيم مهرجاناتِ وحفلاتِ ولقاءاتِ الفرح والسرور والتفاؤل و"الحَمِيمِيًاتِ العائلية" و تبادل الهدايا و إنعاش "السهرات الضًاحِكَةِ"...
كمواطن أولا، ثم كمتابع لقضايا الأمن ـ بمستوى معين في عموم المنطقة ـ حرصت على متابعة العرض العسكري الموريتاني الكبير بمناسبة الذكرى 55 لعيد الاستقلال الوطني المجيد..
يقف المتابع للعرض أولا عند النجاح الذي حققه تنظيم حدث بهذا المستوى، وبحضور وطني وأجنبي كبير دون تسجيل أية حوادث حتى من النوع الذي يحدث عادة عرضا، في مثل هذه المناسبات فالحمد لله على ذلك..
غريب أمر الحوار السياسي الموريتاني الذي يطالب به الجميع موالاة و معارضة جِهَارًا نهارا كما يُسِرُ بعضهم إلي بعض القول بأنه الطريق الشرعي،الممكن، الأوحد و الوحيد إلي تطبيع المشهد السياسي الوطني و استعادة الثقة بين "الخُلَطَاءِ السياسيين".
إن الخوف الذي يلازمنا بشأن مستقبلنا السياسي يحتم علينا أخذ جرعة من التفكير العميق في أبعاد العملية السياسية التي يبدو أننا دخلناها مغيبي العقول ومازلنا ندور في فلك ضياعها السرمدي.. فخسارتنا الدائمة لتلك اللحظة المثالية التي يكون فيها الفعل السياسي ملائما تماما ومنسجما مع الأهداف الإستراتجية الكبرى للأمة جعلتنا نقع في النصف الخالي من الدائرة .. فكيف وصلنا إليه بل كيف اخترقتنا الشكوك وتسربت إلى كل شيء .!
مما لا شك فيه أن الدولة الإيرانية لم تمد جسورها الدبلوماسية، ولم تنشط سفارتها بانواكشوط إلا من أجل خدمة مشروعها التوسعي، ونشر فكرها الرافضي، ذلك الفكر الذي ظل أهل المغرب الأقصى يحاربونه ويقفون له بالمرصاد منذ زمن الدولة العبيدية، وتضحيات علماء السنة في ذلك من أمثال عبد الله بن أبي زيد القيرواني المالكي مشهودة، و مواقفهم في ذلك محفوظة.
إن المتتبع للمشهد السياسي الموريتاني يلاحظ دون كبير عناء أنه مشهد مربك في شكله مرتبك في جوهره، ولئن كان هذا الارتباك يعزى في ظاهره إلى حالة الضباب الكثيف التي توشك أن تحجب عمق الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تكاد تعصف بالبلاد فإنه كذلك يمكن تفسيره بحالة التيه التي تعيشه الطبقة السياسية في المولاة والمعارضة، حيث لا شك أن لكل منهما مظهر من مظاهر الضياع يعريه ماضيه السيء في احتضان الضعفاء والمساكين من أبناء هذا المجتمع وحاضره الأسوء في ت