أهل الشيخ آياه: حيث يحلّون، يحلّ المجد والكرم

أربعاء, 05/28/2025 - 15:58

تُجسِّد أسرة الأشراف أهل الشيخ آياه نموذجًا فريدًا في النبل والسؤدد، وجذورًا صوفيةً ضاربةً في عمق التاريخ، شعَّ نورها من قلب المجتمع الموريتاني، وامتدّ إشعاعها الروحي والثقافي إلى الخليج العربي، وغرب إفريقيا، والمغرب العربي، وسائر أرجاء العالم الإسلامي. ولم يكن ذلك المجد المتألق ثمرة مصادفة، بل هو نتاج قرونٍ من العطاء المتواصل والعمل الصادق.
لقد كرّست هذه الأسرة العريقة جهودها في خدمة الإسلام، ببناء المساجد، وإعمار المحاظر، ورعاية طلاب العلم من شتى الأقطار. كما أسّست المكتبات، وأحيت القرى، وجعلت من الإنفاق على الفقراء واليتامى والمرضى نهجًا دائمًا لا ينقطع.
وما عمّق مكانتها في القلوب، وجعل منها مرجعًا موثوقًا ووجهةً مأمونة، هو ما عُرف عنها من كرمٍ فياض، ومروءةٍ أصيلة، وأخلاقٍ رفيعة، جسّدت القيم الإسلامية في أبهى صورها. تقاسمت هموم الناس، ووقفت إلى جانبهم في الشدائد، فكانت ملاذًا وسندًا لكل من قصَدها.
بهذا السلوك النبيل والمقام الرفيع، أصبحت أهل الشيخ آياه مناراتٍ هاديةً في دروب الروح والمعرفة. ومن خلالهم، انتشرت الطريقة القادرية انتشارًا واسعًا تجاوز سائر الطرق الصوفية، في دلالة بليغة على صدق المنهج وسمو الأثر.
إنها بحقّ أسرةٌ عاليةُ المجد، وافرةُ الفضل، مضيئةُ الحضور، تُعدّ ذخرًا لا ينضب للوطن، ورافدًا متجددًا للأمة.
وفيهم يصدق قول الشاعر:
يا نسلَ قومٍ إذا ما المجدُ أقبلهمْ
نالَ العُلى وهو عن غيرِهمْ حَجِبُ
همُ الكرامُ إذا ما الناسُ قد بخلوا
و هم سَحابٌ إذا ما الغيثُ قد نضبُ