التقييم قبل الحوار.. / محمد ولد كربالي

أربعاء, 02/05/2025 - 23:48

تتطلب الساحة السياسية قبل الدخول في الحوار المرتقب تقييما موضوعيا للوضع السياسي وهو ما سينعكس إيجابا  على تنظيم حوار سياسي ناجع..
 يرى المراقب لشأن السياسي المحلي أن المعارضة تعاني منذ فترة من اختلالات "جوهرية" وكانت سياسة التهدئة التي انتهجها فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني بمثابة اضربة القاضية لهذه المعارضة التي عاشت على وقع الكثير من التصعيد و الصراعات والتجاذبات.

لقد اتضح للرأي العام أن المعارضة لا تمتلك برامج سياسية متكاملة ومقنعة من حيث النظرة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وأنها كانت تعتمد في الماضي على التصعيد و مواجهة الأنظمة والخطابات المتطرفة وجاءت التهدئة لتقضي على ذلك .

و بعد تخليها عن الأساليب التي كانت تعتمد عليها قبل التهدئة لجأت لوسائل التواصل الاجتماعي لتبرير وجودها من خلال بعض البيانات والاجتماعات الروتينية وبعد فترة من الركود والضبابية بدأت شعبيتها في التخلي عنها والبحث عن من يأويها بحيث أقتصر نشاطها أساسا على وسائل التواصل الإجتماعي والحركات المتطرفة.

لقد  خلفت  الاختلالات التي عانت منها المعارضة فراغا كبيرا في الساحة السياسية كان وراء الاكتساح الواسع الذي شهدته الساحة من قبل  وسائل التواصل كما فتح المجآل لخطاب الحركات الطائفية المتطرفة التي تهدد الوحدة  الوطنية واللحمة الاجتماعية و تغذي الشائعات في أوساط المجتمع.
يظنٌ البعض أن التصعيد ضد النظام من خلال وسائل التواصل الإجتماعي لم يأتِ من فراغ، بل جاء نتيجة لهجرة الشباب من أبرز أحزاب المعارضة التي لم تعد مقنعة بها ولم تتجاوب مع تطلعاتهم ليستبدلوها بوسائل التواصل الإجتماعي.
و من هذا المنطلق أصبح من البديهي أن تقام ورشات تدرس من خلالها الوضعية السياسية و تقدم بعض التوجيهات من أجل معالجة الاختلالات القائمة تفاديا لتكرار أخطاء الحوارات الماضية.
 وعلى أساس هذه المعطيات الواضحة تحتاج الساحة السياسية إلى تنظيم منتديات ثقافية وسياسية مفتوحة لكافة القوى الحية في البلد لمدة أسبوع على الأقل تنعش من خلالها الساحة وتحرر الطاقات وتفتح المجال لعناوين جديدة مازالت تمتلك الحيوية لتحريك الساحة وبلورة خطابات جديدة وغير تقليدية يتجاوب مع تطلعات الشباب وواقع التحولات التكنولوجية التي بدأت تتحكم في مسار الأمم.

محمد ولد كربالي