الشُّعُورُ بِالزِّلْزَالِ.. لِأَول مَرَّة..

سبت, 06/27/2015 - 23:40
القاضي أحمد ولد المصطفى

كان يوما أيوما، تميزت حالته العامة (كما يقول المناخيون) بهبوب رياح (عاصفة جوية) قوية حارة نسبيا محملة بالأتربة، حدَّت كثيرا من الرؤية، وأثارت كثيرا من الغبار، أثر على جهازي التنفسي بشكل ذكرني بأني من أسرة يسري فيها مرض الرَّبْو (الظِّيكْ)، وبلغت درجة الحرارة فيه 42 درجة مئوية..
بعد الرجوع من صلاة العصر، وأنا جالس على كرسي المكتب في البيت أقرأ، شعرت فجأة، وكأن دوخة أو دوارا قد أطبق علي، رجعت إلى الخلف وأغمضت عينيَّ..
شعرت باهتزاز تحت قدمي، وفي لحظات سمعت أصواتا من حولي، فتحت عيني، لأتفاجأ باللوحة الجدارية تضطرب وتهتز، والنوافذ أيضا بقوة، وانفتحت أبواب الدولاب..
وقفت من مكاني تحركت، تبادر إلى ذهني أن الأمر يتعلق بهزة أرضية، كان كل شيء في الشقة من حولي يهتز ويضطرب، ويحدث أصواتا..
قدَّرْتُ أن الوقت الذي أخذته الهزة الأرضية من بداية شعوري بالدوار، إلى نهاية حركة الأشياء من حولي كان حوالي دقيقتين..
المعلومات التي نشرت على وسائل الإعلام تفيد أن قوة الهزة كانت 5,2 على مقياس رختر المكون من عشر درجات، وأن مركزها كان على بعد 350 كلم من القاهرة، على بعد 11 كلم من عمق البحر قرب مدينة نويبع..
صنفت الهزة بأنها متوسطة، ولم يبلغ والحمد لله عن وقوع أي أضرار بسببها..
لكن معايشتها في طابق علوي لأول مرة غير مريح، وإن كان الإيمان راسخا بأن الأمور كلها بيد الله..
تذكرت دروسا تمهيدية تلقيتها في دورة تدريبة متقدمة حول التحقيقات في مسرح الجريمة الناتجة عن تفجير، ومن تلك الدروس ما يتعلق بالاحتماء عند وقوع الإنفجارات، حيث ينصح باللجوء إلى زوايا المباني، أو إلى أسفل الأشياء القائمة على الأرضيات مثل المكاتب وطاولات الأكل، وعلى كل فقد فضلت وضعا يسمح لي بأن أبقى واقفا ومنتبها لما حولي..
تفسر الثقافة الشعبية الموريتانية الزلزال بأنه ينتج عن حركة يقوم بها مخلوق عظيم يسمى "البَهْمُوتْ" يحمل الأرض ومن عليها..
وكما نقول في موريتانيا: الحمد لله المَاهُ أعْظَمْ، وفي الدعاء المأثور اللهم احفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا، ونعوذ بك ربنا أن نغتال من تحتنا..