الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني: قيادةٌ متزنة تجمع الحكمة والإقدام *

اثنين, 12/15/2025 - 15:35

لقد أثبتت الأيام بما لا يدع مجالًا للشك أن فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني يمثل نموذجًا فريدًا في القيادة الرشيدة والكفاءة العالية، إذ تميّز أسلوبه في الحكم بالهدوء والاتزان، وجمع بين الحكمة في التقدير والجرأة في اتخاذ القرار، في تجربة سياسية قلّ نظيرها.
وقد أجمع الموريتانيون على أن الرئيس غزواني رجل وطني بامتياز، وصاحب يدٍ بيضاء ممدودة لفعل الخير، دون مزايدة أو استعراض. فلم يشهد البلد رئيسًا أولى هذا القدر من الاهتمام بالتفاصيل اليومية لحياة المواطن، وسعى بصدق إلى توزيع عادل للثروة، عبر إشراك الفئات الأكثر هشاشة من فقراء ومغبونين وضحايا الاسترقاق وذوي الإعاقة والمتقاعدين والأرامل، في مسار التنمية الوطنية.
وانطلاقًا من مرجعيته الدينية والقيمية، جعل الرئيس من الأخلاق، والتشاور، والحوار، أسسًا ثابتة لنهجه في الحكم، وهي صفات أكسبته احترامًا واسعًا وإجماعًا نادرًا داخل الطيف السياسي، بما في ذلك أشد معارضيه، فضلًا عن تقدير كل من عرفوه خلال مسيرته العسكرية والسياسية.
وعلى الصعيد الخارجي، نجح فخامة الرئيس في تحسين صورة موريتانيا إقليميًا ودوليًا، بفضل رؤيته الثاقبة ومقارباته المتزنة في الملفات التنموية والسياسية والأمنية، واعتماده دبلوماسية هادئة قائمة على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الشقيقة والصديقة.
وتنعكس شخصيته الرزينة على أسلوبه في الحكم؛ فهو متواضع، حسن الاستماع، صبور، قريب من الضعفاء والمساكين، يشعر بآلامهم ويتقاسم معهم معاناتهم. لا يتردد في مد يد العون للمرضى والمحتاجين ومن تقطعت بهم السبل، ويتكفل بعلاج رموز الوطن وشخصياته المرجعية داخل البلاد وخارجها، كما اشتهر بتدخلاته الإنسانية السريعة لإغاثة المنكوبين إثر الكوارث الطبيعية، في تجسيد صادق لإنسانيته الفطرية.
ورغم ما يتحلى به من تواضع وبساطة ودماثة خلق، فإن الرئيس غزواني يتميز بصلابة القائد وشجاعته في المواقف المصيرية، وبحزمه في اتخاذ القرارات التي تمس المصلحة العليا للوطن، محافظًا على وحدته الوطنية، ولحمته الاجتماعية، وسيادته الترابية.
ويكفي أن نستحضر المرحلة الدقيقة التي تسلّم فيها مقاليد الحكم، وما رافقها من تحديات داخلية غير متوقعة، وأوضاع سياسية واجتماعية متأزمة، فضلًا عن جائحة كوفيد-19 التي باغتت العالم، في وقت كانت فيه الإمكانيات محدودة والاستعدادات شبه منعدمة. كما تزامنت تلك المرحلة مع توترات إقليمية حادة في منطقة الساحل، وخلافات مع الحليف الفرنسي، وحروب داخلية في دول الجوار تهدد أمن واستقرار المنطقة، إضافة إلى أزمات دولية غير مسبوقة بفعل الحرب الروسية الأوكرانية، والاستقطاب العالمي بين الغرب ودول “بريكس” وتداعياته الاقتصادية والسياسية.

لقد شكّلت هذه الظروف مجتمعة اختبارًا حقيقيًا لقيادة فخامة الرئيس، لكنه خرج منها مرفوع الرأس، مؤكدًا قدرته على إدارة الأزمات الكبرى بحنكة، ورزانة، وهدوء، واضعًا مصلحة موريتانيا فوق كل اعتبار.

* محمد ولد كربالي
عضو المجلس الوطني لحزب الإنصاف

تصفح أيضا...