تهنئة للرئيس غزواني.. لقد خرج من قيادة الاتحاد الإفريقي شامخ الرأس ورفع من شأننا وشأن القارة*

أظهرت الديبلوماسية الموريتانية بقيادة فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، من خلال رئاسته لمنظمة الاتحاد الإفريقي كفاءة الرجل ومصداقيته، وقدرته كزعيم وكقائد على تسيير مشاريع من الحجم الأممي. وقد تجلّى ذلك في مقاربته الحكيمة التي انتهج في التعاطي مع القضايا الكبرى للقارة، وسعيه الحثيث الذي أدى إلى تعزيز حضور إفريقيا في مراكز القرار العالمي، فضلًا عن نجاحه في حشد الدعم الدولي لمبادرات تنموية تهدف إلى إرساء أسس التنمية المستدامة والاستقرار الإقليمي، حيث شكلت رئاسته منعطفا طالما حلمت القارة الإفريقية بتحقيقه طيلة مسارها، إذ نجح في تعبئة الموارد المالية من خلال تقارير مقنعة تضمنتها خطاباته المتميزة في مختلف المنابر الدولية (مثل G7 وG20) وسائر المناسبات، كما نجح في وضع ديون القارة على جدول أعمال الدول المانحة، وعمل على إقناع مؤسسات التمويل الدولية كالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي والهيئات الأخرى ذات الصلة بضرورة شطب الديون الإفريقية، ووضع خارطة طريق من شأنها تعزيز التنمية والاستثمار في إفريقيا، نظرا لأهميتها ودورها في استقرار العالم، كما جعل من إفريقيا في كل المنابر الدولية والإقليمية ركنًا مكينا من أركان العالم لا يمكن تحقيق الأمن والاستقرار بدونه. وحقق تقدمًا ملموسا، واعترافا دوليًا كبيرا بضرورة حصول إفريقيا على مقعد دائم في الأمم المتحدة، كما تزامنت فترة رئاسته لمنظمة الاتحاد الإفريقي مع مرحلة حساسة من الخلاف بين القطبين المتصارعين على قيادة العالم، حيث تمكن بفضل حكمته ورزانته واعتداله، من إدارة العلاقة بينهما على أساس المصلحة العليا للقارة الإفريقية، وللدولة الموريتانية.

وبهذا النهج الحكيم، والرؤية الاستراتيجية الثاقبة، رسّخ فخامة الرئيس دور موريتانيا كفاعل ديبلوماسي مؤثر، وأسهم في تعزيز مكانة إفريقيا على الساحة الدولية، مظهرا أن القارة تستحق موقعها الطبيعي في مراكز القرار العالمي، لا كرقم مهم في المعادلة الدولية فحسب، بل وكشريك أساسي في رسم مستقبل أكثر ازدهارا واستقرارًا وعدالة.

وبهذه المناسبة السارة فإنه لنا أن نفخر اليوم ونحتفل معًا بما حققته الديبلوماسية الموريتانية من إنجازات كبيرة لصالح إفريقيا تحت قيادته، وأن نعتز بالدور المحوري الذي لعبته منظمة الاتحاد الإفريقي خلال فترة رئاسته، حيث برزت هذه الفترة كمرحلة فارقة في تعزيز مكانة إفريقيا على الساحة الدولية. فتهانينا العميقة والصادقة لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، وللشعب الموريتاني على هذا النجاح الباهر، والمكانة المرموقة التي حصدتها بلادنا بفضل رئاسته للاتحاد الإفريقي.

* محمد ولد كربالي
عضو المجلس الوطني لحزب الإنصاف