عن الهبـّة العربية الرسمية ضد غطرسة نتنياهو وترامب*

أحد, 02/09/2025 - 21:31

مصر دعت إلى عقد قمة عربية طارئة في 27 من الشهر الجاري، ومواقف قوية من السعودية والأردن ومصر حيال مشروع التهجير "الترامبي"، وغطرسة نتنياهو، بجانب مواقف أخرى داعمة.

لا يجب الخلط بين المواقف الرسمية ذات المرجعية المعروفة (ما يُسمّى الشرعية الدولية)، وبين المواقف الشعبية التي ننتمي إليها، ولا تعترف بـ"الكيان"، لكن ما يجري الآن يُنتج معادلات جديدة، ذلك أن لعبة الاستدراج القديمة قد انتهت، وكشف "الكيان" وسيّده في البيت الأبيض عن مسار جديد نسخ كل البضاعة القديمة، فلا دولة فلسطينية في الأفق، بل ضمّ لكل فلسطين، وتهجير وتوسّع في المحيط وهيْمنة على المنطقة.

هذا المستوى من الغطرسة كان من الطبيعي أن يستفزّ الأنظمة، سواء تلك التي تمّ تهديدها مباشرة، عبر مطالبتها بقبول التهجير إلى أراضيها، أم تلك التي تم التعامل معها بمستوى ساقط من الاستفزاز مثل السعودية التي طالبها نتنياهو بإنشاء "دولة فلسطينية" في أراضيها "الواسعة"!

مصطلحات العمالة والتبعية الكاملة لا تصلح في فهم معادلات السياسة المركّبة، وترامب المتألّه لن يجد العالم على النحو الذي يفكّر فيه، بدليل أن رفض هرطقاته لم ينحصر في عالمنا العربي والإسلامي، بل شمل معظم دول العالم.

نختلف مع السياقات العربية الرسمية، لكن المواقف الجديدة يجب أن تحظى بالدعم. والدعم في هذا السياق، لا يلغي الخلافات معها في ملفات أخرى داخلية وخارجية، لكن السياسة هي دقّة تحديد الأولويات.

غطرسة ترامب ونتنياهو ليست ضارّة، بل هي العكس تماما، لأنها ستُوقظ كثيرين، سواء كانوا يفعلون ذلك بعلم أو بجهل، وستضع الجميع أمام مسؤولياتهم التاريخية، مع حقيقة أن صمود الشعب الفلسطيني إنما هو دفاع عن الأمّة كلها في مواجهة مشروع حقير مفتوح الشهيّة على التوسّع والهيمنة.

* ياسر الزعاتره / كاتب أردني

تصفح أيضا...